خطاب السادات فى الكنيست الاسرائيلى
9-11-1977
العاشر من رمضان السادس من اكتوبر
1973
نقطة التحول فى تاريخ البشرية
00000000000000000000000000000
السلام عليكم .. ورحمة الله
والسلام لنا جميعا .. باذن الله
السلام لنا جميعا .. على الأرض العربية و فى إسرائيل .. وفى كل مكان من أرض هذا العالم الكبير المعقد بصراعاته الدامية , المضطرب بتناقضاته الحادة , المهدد بين الحين والحين بالحروب المدمرة , تلك التى يصنعها الإنسان ليقضى بها على اخيه الإنسان وفى النهاية , وبين انقاض ما بنى الإنسان وبين أشلاء الضحايا من بنى الانسان , فلا غالب ولا مغلوب , بل ان المغلوب الحقيقى دائما هو الإنسان .. ارقى ما خلقه الله .. الإنسان الذى خلقه الله – كما يقول غاندى قديس السلام – " لكى يسعى على قدميه " يبنى الحياه .. ويعبد الله " .
وقد جئت اليكم اليوم على قدمين ثابتتين , لكى نبنى حياه جديدة لكى نقيم السلام وكلنا على هذه الأرض , ارض الله : كلنا مسلمون ومسيحيون ويهود .. نعبد الله ولا نشرك به احدا .. وتعاليم الله .. ووصاياه .. هى حب وصدق وطهاره وسلام .
وإننى التمس العذر لكل من استقبل قرارى عندما اعلنته للعالم كله , أمام مجلس الشعب المصرى , بالدهشة , بل بالذهول بل أن البعض قد صورت له المفاجأة العنيفه أن قرارى ليس أكثر من مناورة كلامية للاستهلاك امام الرأى العام العالمى , بل وصفه بعض آخر بأنه تكتيك سياسى لكى اخفى به نواياى فى شن حرب جديدة .
ولا أخفى عليكم أن أحد مساعدى فى مكتب رئيس الجمهورية أتصل بى فى ساعة متأخرة من الليل بعد عودتى إلى بيتى من مجلس الشعب , ليسألنى فى قلق : وماذا تفعل يا سيادة الرئيس لو وجهت اليك إسرائيل الدعوة فعلا فاجبته بكل هدوء : سأقبلها على الفور ..
لقد أعلنت أننى سأذهب إلى آخر العالم . سأذهب الى إسرائيل لإننى أريد أن أطرح الحقائق على شعب إسرائيل .
إننى التمس العذر لكل من أذهله القرار . أوتشكك فى سلامة النوايا وراء إعلان القرار فلم يكن أحد يتصور أن رئيس أكبر دولة عربية , تتحمل العبء الأكبر و المسئولية الأولى فى قضية الحرب و السلام , فى منطقة الشرق الأوسط يمكن أن يعرض قرارة بالاستعداد إلى الذهاب الى أرض الخصم . ونحن لا نزال فى حاله حرب , بل نحن جميعا لا نزال نعانى من أثار أربع حروب قاسية خلال ثلاثبن عاما , بل أن أسر ضحايا حرب اكتوبر 73 لا تزال تعيش مآسى الترمل وفقد الأبناء واستشهاد الأباء و الأخوات .
كما اننى – كما سبق أن أعلنت من قبل – لم أتداول فى هذا القرار مع أحد من زملائى وأخوتى رؤساء الدول العربية , أو دول المواجهة .. ولقد اعترض من اتصل بى منهم بعد إعلان القرار , لأن حالة الشك الكاملة , وفقدان الثقة الكاملة , بين الدول العربية والشعب الفلسطينى من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى , لا تزال قائمة فى كل النفوس ويكفى أن أشهرا طويلة لم يحل فيها السلام , قد ضاعت سدى , فى خلافات و مناقشات لا طائل منها حول إجراءت عقد مؤتمر جنيف , وكلها تعبر عن الشك الكامل , وفقدان الثقة الكامله .
ولكننى – أصارحكم القول بكل الصدق أننى اتخذت هذا القرار بعد تفكير طويل , وأنا أعلم أنه مخاطرة كبيرة , لأنه إذا كان الله قد كتب لى قدرى أن أتولى المسئولية عن شعب مصر , وأن أشارك فى مسئولية المصير بالنسبة للشعب العربى وشعب فلسطين , فإن أول واجبات هذه المسئولية أن أستنفذ كل السبل , لكى أجنب شعبى المصرى العربى , وكل الشعب العربى , ويلات حروب أخرى محطمة , مدمرة , لا يعلم مداها إلا الله .
وقد اقتعنت بعد تفكير طويل , أن أمانة المسئولية أمام الله , وأمام الشعب , تفرض على أن أذهب الىآاخر مكان فى العالم .. بل أن أحضر إلى بيت المقدس , لأخاطب أعضاء الكنيست ممثلى شعب إسرائيل بكل الحقائق التى تعتمل فى نفسى , وأترككم بعد ذلك لكى تقررو لأنفسكم وليفعل الله بنا بعد ذلك ما يشاء .
أيها السيدات والساده :
إن فى حياة الأمم والشعوب لحظات يتعين فيها على هؤلاء الذين يتصفون بالحكمة و الرؤية الثاقبة أن ينظرو ا الى ما وراء الماضى بتعقيداته ورواسبه من اجل انطلاقة جسورة نحو آفاق جديدة .
وهؤلاء الذين يتحملون مثلنا تلك المسئولية الملقاة على عاتقنا هم اول من يجب ان تتوفر لديهم الشجاعه لاتخاذ القرارات المصيرية التى تتناسب مع جلال الموقف , ويجب أن نرتفع جميعا فوق جميع صور التعصب وفوق خداع النفس وفوق نظريات التفوق البالية فمن المهم ألا ننسى ابدا أن العصمة لله وحده .. وإذا قلت إننى أريد أن أجنب كل الشعب العربى ويلات حروب جديدة مفجعة , فإننى أعلن أمامكم بكل الصدق , أننى أحمل نفس المشاعر وأحمل نفس المسئولية لكل إنسان فى العالم وبالتأكيد نحو الشعب الإ سرائيليى
ضحيه الحرب : الانسان ..
إن الروح التى تزهق فى الحرب , هى روح إنسان سواء كان عربيا او إسرائيليا .. إن الزوجة التى تترمل .. هى
إنسانة من حقها أن تعيش فى أسرة سعيدة سواء كانت عربية او اسرائيلية ..
www.islamali90.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق