ابرهة الحبشى و القليس

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الحمد لله والصلاة على اشرف انبياءه اللهم صلي عليه وسلم

تسليما كثيرا




واقعة اصحاب الاخدود

قبل فترة وجيزة عن قصة الغلام والكاهن والراهب وأصحاب الاخدود

واليوم آتيكم بالرابط بين واقعة الاخدود وواقعة الفيل باذن الله

والبدايه :

عندما تم حرق اصحاب الاخدود

نجى من هذا الفعل رجل من اصحاب الاخدود العشرون الف وفر الى قيصر

ملك الروم ..

ان الرجل الناجي الوحيد من اصحاب الاخدود قد فر

ووصل الى قيصر عظيم الروم وقابله والسبب في ذهابه

الى قيصر ان قيصر هو كان على النصرانيه التي دخل فيها المؤمنون

اصحاب الاخدود

فتكلم معه الرجل فقال يا قيصر

ان ذو نواس ملك اليمن قتل اهلي وربعي ورماهم في

الاخدود بسبب دخولهم في النصرانيه فغضب قيصر وقال

كيف يقتل ذو نواس من كانوا على ديني ..

فقال قيصر ولكن اليمن بعيده من هنا وتحريك

الجيش قد يرهقه ولكن انا اقولك الحل

فقال الرجل ماهو ؟؟ فقال قيصر اذهب الى النجاشي

وسوف ابعث معك رساله اليه بغزوه اليمن لأن النجاشي

{ الصحابي الجليل رضي الله عنه}

الذي اسلم بدين النبي صلى الله عليه وسلم كان على النصرانيه


فقال الرجل حسناُ ذهب الرجل الى الحبشه وصل الى الحبشه وقابل

النجاشي واخبره الخبر فغضب النجاشي وقال كيف يقتل ذو نواس من

كانوا على ديني فأمر بتجهيز الجيش جيشا كبيرا جداً

وجعل على الجيش قائدان من بين القاده

في الجيش رجل اسمه ارياض وهو قائد الجيش ومن بين

القاده في الجيش النائب رجل اسمه ابرهه ..

تقدم الجيش الى اليمن عن طريق البحر ووصل

الجيش وتقاتل الجيشان واستطاع اهل الحبشه

التغلب على جيش اهل اليمن بقيادة ذو نواس واستحل

الاحباش اليمن وكان الوالي للنجاشي على اليمن هو {ارياض}

بعد برهه من الزمن بدأ ارياض بالظلم فقام يظلم اهل اليمن وقام

حتى يظلم اهل الحبشه نفسهم فغضب اهل الحبشه من فعائله

التي كانت مشينه

فاجتمع نفرٌ من اهل الحبشه ونادوا ابرهه

وقالوا له اسمع ارياض بدأ بالظلم حتى علينا

فما رأيك تقتل ارياض ونحن معك وسنجعلك القائد لنا والحاكم على

اليمن فكر ابرهه فقال نعم

وكون ابرهه جيشاً لقتال ارياض مع اهل الحبشه

نفسهم وتقابل الجيشان وعندما كانت الجيوش ستقاتل

فكر ابرهه ورفع العلم الابيض توقف عن القتال لبدأ المفاوضات ..


نزل ابرهه من على الحصان ونادى ارياض ونزل

ارياض وقال ماعندك فقال ابرهه انا رأيت ان

الجيشان اللذان سوق يتقاتلان هم اهل الحبشه

فأذا قتلنا انفسنا يرجع اهل اليمن مسيطرين

على اليمن فقال ارياض ماهو الرأي فقال ابرهه

نتقاتل انا وانت والفائز يحكم الجيش واليمن

فقال ارياض نعم

ففعلا تقاتل ارياض وابرهه واستطاع ارياض ان يقطع

انف ابرهه وسقط ابرهه ولكن كان مازال حياً ففي غفله

استطاع ابرهه ان يقتل ارياض ويصبح الحاكم على اليمن

ولهذا كان ابرهه يسمى ( ابرهه الأشرم ) لماذا

بسبب قطع انفه من قبل ارياض..

وصلت الاخبار الى النجاشي فغضب غضباً شديداً

وقال والله لا ارجع عن اليمن حتى ادوس برجلي تراب

اليمن وأجز شعر ابرهه اذلالا له على ما فعل كيف

يقتل ارياض واليا على اليمن ..

وصلت الاخبار الى ابرهه فقام ابرهه وحلق شعر نفسه ..

واخذ تراب من اليمن في صحن وقال للرسول الذي سوف يرسله الى

النجاشي قل للنجاشي هذا تراب اليمن دوس عليه وهذا شعر ابرهه

جزيناه لك وقل للنجاشي مافعل ابرهه اذ فعل الا لما ظلمنا ارياض

وانا خادم للنجاشي وطائع للنجاشي .. لأن ابرهه اصلا لا يقدر على

النجاشي ..

وصل الرسول الى النجاشي فلما رأى ان الامر كذالك وانه واليه على

اليمن وخادمه سكت ..ورضي

قام ابرهه يفكر كيف يرضي النجاشي ويحببه فيه وكيف ان ابرهه اصلا

مخلص للنجاشي فأمر ببناء كنيسه عظيمه في اليمن سماها ( القليس )

وامر الناس كلهم بالحج اليها .. والطواف ..

سمع من العرب جماعه يسمون بأهل النسي وهم من الذين يعظمون

الكعبه .. فسمع ان ابرهه يأمر الناس بالحج الى القليس فقال :


ما هذه القليس اتريد ان تكون افضل من الكعبه فقال سأذهب لأراها

فذهب وتسلل ودخل القليس واذا هي مثل الكنيسه فقال هذه تريد

ان تكون احسن من الكعبه

فقضى حاجته فيها يعني ( العذراء) وقام ولطخ جدرانها

وسخها كلها .. وخرج

جاء الخبر الى ابرهه فجاء مسرعا الى القليس فودها هكذا

فقال من صنع ذالك فقالوا هؤلاء اهل النسي قال من هم

اهل النسي قالو الذين يعظمون الكعبه قال ماهي الكعبه

فعرف انه لن يأتي الى القليس احد والكعبه موجوده فقرر

هدم الكعبه وامر الجيش بالتجهز والتحرك الى مكه وجعل على قياده

الجيش فيلاً عظيماً لهدم الكعبه اسمه( محمود)

بعد ان عرف ابرهه ان لن يحج احدٌ الى القليس فكر بغزو

مكه وقام وجهز جيشاً كبيرا والتوجه الى مكه لهدم الكعبه المشرفه


وجعل على قيادة الجيش الفيل محمود

تقدم ابرهه من اليمن الى مكه وهو في الطريق خرجت له بعض

القبائل العربيه ولكن كانت جيوشها صغيره ولكنها لم تستسلم لهذا

العدو ولكن هزمها واسر زعمائها ..

وصل ابرهه الى الطائف .. الطائف استسلمت للأبرهه خوفا من تدمير

الطائف وقالت له يا ابرهه نحن صدقاء معك اذا تريد هدم الكعبه اذهب

اهدمها ولكي نثبت انا نحن صادقين معك سوف نرسل معك

احدا يدلك اين الكعبه .. فتبرع رجل اسمه ( ذو روغال) ففعلا تقدم

الجيش يدلهم الرجل المذكور


بين مكه والطائف مات ذو روغال وصارت العرب ترجم قبره اذلالاً له

ولخيانته للعرب

ولذالك كان يسمى الخائن في اللغه العربيه ( روغال ) نسبة

الى هذا الرجل

وصل ابرهه الى تخوم مكه .. وخيم في منطقه تابعه

الى مكه تسمى ( الراشديه او عرفات او المغمس) الان

قبل ان يخيم في هذا المكان كان جيش ابرهه اخذ مائة أو مئتين

بعير لعبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم ..

خيم ابرهه وجعل له عرش يجلس بداخله

فجاء عبدالمطلب الى ابرهه فلماء حضر عبدالمطلب ورآئه ابرهه عظم

عبدالمطلب ورفع من شائنه ونزل من العرش الى الارض

وجلس مع عبدالمطلب على الارض ..

وكان عبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم

كان جميلاً جدا ورجل ذو وسامه وابيض وطويل وعلى ملامحه ترى اثر


الهيبه . وكان في ذاك الوقت شابا رجلا

فقال ابرهه لجد النبي ما عندك وماذا تريد .

فقال عبدالمطلب يا ابرهه ان رجالك وجيشك قد اخذوا

مائة بعير لي فأرجو منك ان تعطيني المائة بعير

فقال ابرهه

انا لما رأيتك عظمتك ورفعت من شائنك ونزلت من عرشي الى الارض حتى


اسمع يا ابرهه وتترجاني بأن لااهدم البيت الذي انتم

تعظمونه وتشرفونه


تقوم تقولي ...( الابل )

فقال عبدالمطلب الى ابرهه يا ابرهه

انا رب الابل واذا كان للبيت رب فأن ربه سيحميه

فتعجب ابرهه من كلام عبدالمطلب وقال لهم اطلقوا له ابله ..


في اليوم التالي امر ابرهه بهدم الكعبه الشريفه

وخلا سكان مكه من مكه وصعدوا الى الجبال يشاهدون ماذا

سوف يحصل للكعبه .. وتقدم الفيل محمود لها

لماأقترب الفيل من الكعبه فر رجل من الذين اسرهم

ابرهه من العرب وقفز وتعلق بأذن الفيل وقال له

محمود ابرك هذا بيت الله محمود ابرك هذا بيت الله

فبرك الفيل .. جاؤوا الى الفيل ينغزونه بلعصي يضربونه

يوجهونه الى الكعبه لا يترحك ابدا

وجهوه ناحية الشمال ناحية الجنوب يقوم يهرول ويسرع يوجهونه الى


الكعبه يبرك الفيل

بينما هم يعالجون امر الفيل محمود إذ أقبلت سحابه من بعيد

.. فلما رآؤها تعجبوا ولما اقتربت

واذا هي الطير الابابيل .. كل طير يحمل ثلاثة

حصوات من سجيل من جهنم واحده في المنقار وواحده

في الرجل اليمين وواحده في الرجل اليسار

وبدأت بتصويب على جيش ابرهه فصار

الجيش يموت وينصهر مثل الثلج كانت الحصاة

تصيبه من رأسه فتخرج من دبره فيسيح كما يسيح الجليد

وقام جيش ابرهه يتحلل ففر ابرهه ولحقه طير قبل ان يصل

الى اليمن اصابته الحجاره ومات ..

قال تعالى ( ألم ترى كيف فعل برك بأصحاب الفيل ..

الم يجعل كيدهم في تضليل .. وأرسل عليهم طيراً ابابيل

.. ترميهم بحجارةٍ من سجيل . . فجعلهم كعصفٍ مأكول )

ولااله الا الله القادر على كل شي سبحانه

في ذاك العام ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم

وسمي ذاك العام بعام الفيل

اهلا بك يا رسول الله صلى الله عليك وسلم

ليست هناك تعليقات: